قصيدة هجــاء - الشاعر هشام الجخ

هَجَانى مَنْ بِهِ مَرَضٌ يُؤَرِّقُهُ
وَانَا بِصَدْرِى جَلْمَدٌ وَ حَدِيْدُ

عَلَامَ الْنَّفْسَ أُضْنِيهَا وَ أشغْلَهَا
بِرَجُلٍ يَجْرِىَ فِىْ دِمَاهُ صَدِيْدُ

فَللحَاقِدِينَ عِنْدَ الْلَّهِ وَعِيْدُهُمْ
وَلَيْسَ بَعْدَ الْلَّهِ ثَمَّ وَعِيْدُ

وَكَيْفَ جَرُؤْتَ يَا قَزِماً عَلَىَ نَفْيِّ
انّ كَانَ نَفْيٌ مِنْكَ فَهُوَ تَأْيِيدُ

هَاجَمْتَ أَشْعَارِىَ وَ تَعْلَمُ أنَّهَا
فِىْ كُلِّ افْوَاهِ البَرى نَشِيْدُ

هَذَا مِنْ الْلَّهِ فضلٌ لَمْ يُجَرِّدُني
فَكَيْفَ يَجِيْئُ عَلَىَ يَدَيْكَ تَجْرِيْدُ

أَلَا يَا نِصْفَ انْسَانٍ كَفَىْ غِلْاً
وَاقْنعَ بِمَا اُتِيْتَ عَلٌ يَزِيْدُ

قَدْ نْصبُوَنّىْ رَئِيْسَا قَبْلَ أنْ تَأْتِىَ
فَعَلَامَ حُزْنُك وَالْجَمِيْعُ سَعِيْدُ

أَتُرِيْدُ تَّنْصِيْباً كَقَائِدِ جَمَعْنَا
أفَقطّ لِهَذَا تَشْتَوَىْ وَتقَيِّدُ

أنَا خَرُوْفٌ مَثَلُ قَوْلِكَ انَّمَا
لَيْسَ النِّعَاجُ عَلَىَ الْخِرَافِ تَسَيَّدُ

انَا الْجَخّ الصَعيدىْ الَّذِىْ
أمشىْ صَحِيحا و الْفُؤَادُ شَهِيْدُ

وِتَرَانىْ مَزْهُوّاً أخُبئٓ بَلْوْتَّىْ
فَتَقُوْلُ انّىْ مَاجِنٌ عربيدُ

فَبِأَىِّ حَقٍّ كَانَ حُكْمُكَ صَائِبٌ
وَ بِأَىِّ حَقٍّ صَابنى التَّنْدِيدُ

يَا أَيُّهَا السَطْحىْ حُكْمُكَ فَاشِلٌ
فَاعْكُفْ عَلَىَ شَئٍ تَكُوْنُ تُجِيْدُ

وَأَقْطَعُ لِسَانَك وَ ابْتَعدَ عَنِ بَلدَتَّىْ
فَعَلَى لِسَانِكَ لَا يَجِئُ صَّعِيْدُ

إنّ الْصَّعِيدَ أيا قِرْدَاً بِلَا ذيلٍ
حَدٌّ كَحَدِّ الْلَّهَ لَيْسَ يَحِيْدُ

فَاذَا اتَتْكَ جَرَاءَةٌ فِىْ سَبِّهِ
فالطالما سَبَّ الكِرَامَ عبيدُ

يَا صَاحِبَ الأشْعَارِ وَالاحْقَادِ فِقْ
فَأَنَا لِسَانِىْ لازِعٌ صِنْدِيْدُ

إن كَانَ بَعْضُ الْنَّاسِ نَصَرُوْكَ اتَّعَظَ
فَالآنَ تُشْتَمَ وَ الْجَمِيْعُ بَعِيْدُ

إنّىْ لَأَعْلَمُ إنّ مِثْلُكَ كُثّرِ
فَلِكُلِّ مَلِكِ حَاقِدٌ وَ عُبَيْدِ

لَكِنْ إذَا خَرَجَ الْكَلَامَ مُبَاشِراً
فَأنا كَفِيْلٌ وَالْقَصِيدُ سَدِيْدُ

مَا كَانَ عَجَبا أن تَخُوْضَ بِسيرَتى
شِيَمُ الْنِّسَاءِ الْخَوْضُ وَ الْتَّعْدِيدُ

مَاذَا فَعَلْتُ لِكَىْ تُهَانَ قَصَائِدَىْ
وَ لِمَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ وَ الْتَسْدِيْدُ

أو مَا عَلِمْتَ بِأَنَّ شِعِرِىَ سَابِقٌ
نَامَتْ عَلَىَ كُلِّ الْحُرُوْفِ الْغِيْدُ

مَنْ حَرَّمَ الْشِعَرَ الَّذِىْ يَصِفُ الْهَوَىَ
إنّ الْقَصَائِدَ فِى الْهَوَىَ تَخْلِيدُ

أم أنّ غَيْرَتَكَ الَّتِى أخْفيتهَا
أَنْسَتْكَ أَنَّكَ فِى الطَّرِيقِ وَلِيَدُ

مَازِلْتَ تَحْبُو يَا صَغِيرُ بِجَانِبَى
حَتْمَا يُعْوِزُكَ مُرْشِدٌ وَ سَنِيَدٌ

انَّا لَا أَقُولُ بِأَنَّ شِعْرِيَ كَامِلٌ
فَاللَّهُ أَحَدٌ كَامِلٌ وَ وَحِيْدُ

لَكِنَّ مِثْلِكَ لَا يُعَدِّلُ لِى رُؤَىً
فَالطِّينَ لَا يَسْقِيَهُ أبَدَا بِيدُ

يَا مَعْشَرَ الْعُزَّال عُدُّوا غَيْظَكُمْ
وَ أُلُوا الْلِّسَانَ بِمَا أَقَوُلَ وَ عيدُوا

لَمْ تُفْلِحُوا فِى هَدْمِ شِعْرٍ صَادِقٍ
فَالشِّعْرُ لَوْ عَلِمَ الإناسُ عَنِيْدُ

يَا مَنْ هجونى إنَّمَا بِهِجَائِكُمْ
أَعْلُوَ وَ أَشْعُرُ رِفْعَةً فَأَزِيْدُ

سَأَظَلُ رَغْمَ انُوفَكُمْ وَ ذُقُونَكُمْ
نَغمٌ تَسَابَقَ نَحْوَهُ الْتَّرْدِيدُ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة نانا - هشام الجخ

أيوة بغير - هشام الجخ

لقطة الفراق رقم 105