قصيدة آخــر ما حُــرِّف فـي التـــوراه - الشاعر هشام الجخ

وضعوا على وجهي مساحيقَ النساءْ
الآنَ اكتبْ ما تشاءْ
كن شاعرا .. كن كاتبا
كن ماجنا.. كن ما تشاءْ
الآنَ أنتَ مُهَيَّأٌ كي تصعدَ الزفْراتُ منكَ الى السماءْ
ما دمتَ في زيِّ النساءْ
فاصرخْ وناهِضْ ما تشاءْ
وارعِدْ وهدِّدْ مَنْ تشاءْ
وسَنَرْتَضِي منكَ الضجيجَ ونرتضي منك السُّبابَ
لأن هذا ما نشاء..

واتمدَّدوا في أرضي
ما تقولي يا أرضي
مين شَيَّلِك بالطين ؟
مين حَبَّلِك غيري ؟
طب كنت انا ف "حطين" ؟
ولا كان صلاح غيري ؟؟

رافض أقولك يا وطن شعر وقصايد
رافض أصوغك يا وطن سطرين أدب
ما بَقِتْش قادر ع الأدب
يا بلادى يا (رحبه)
هى يا دوب سحبه فوقى و بزياده
بقى هما رجاله
و احنا اللى حبة نتى عليهم العاده

خمسين سنة !!! ( القصيدة كُتبت عام 1998 )
عُقبال يوبيلك الماسي
وابقى "هشام" صهيون
يبقوا اليهود ناسي
ولما حتجوز ويجيني صهيوني
راح اجَوِّزُه بنتي
ما انا خوفي لآدِّيها لعربي يسرِّحها !!
ما غارش على بلده .. حيغير على بنتي!!

السادةُ العربُ الموقرُ جمعُهم
الامةُ العربيةُ عروسٌ أنتم لم تصونوها عروسْ
هجَّ الجرادُ إليها .. فهربتم
واختبأتم في المساجدِ والكنائسِ
قاتلتموهم بالصلاةِ .. وبالبخورِ
وبالدعاءِ رُكَّعا وجُلُوسْ
عجبا لِهَا تلكَ الطقوسْ
لا جُرمَ عليكِ فلسطينُ
لا وزر على امرأةٍ تزني
ما دامَ الزوجُ الأصلُ ديوثْ

يا سادةَ حكامِ الامةِ الغفلةُ ليستْ للحكامْ
علَّمَنِي ( أكتوبرُ ) درسا كيفَ يكونُ هناك سلامْ
أولادي بَصَقُوا في وجهي .. كتبوا لي في الغرفةِ سطرا
إنْ ماتَ الابُّ فِدا وطنٍ .. ما أحلى عيشَ الايتامْ
يا وطني لا يمكنُ أبدا أن يرحلَ عربيٌ مِنَّا للغربِ بدونِ استعلامْ
فلماذا تفتحُ أبوابا وتُنَكِّسُ رأسا وظهورا
وتُسَلِّمُ بِكْرَ عروبتِنا كي ترفعَ ساقيها سَفْحا
وتصفقُ للذَّكَرِ الأقوى وتَكَلُّ من التصفيقِ تنامْ
سبحانَ إرادةِ (أُنكِل سام)

وطني
يا وطنَ الموبوئين ووطنَ المهزومين
ووطنَ الحبَّاكين ووطنَ النَّفْطِيِّين ووطنَ الـ ..........

أنا والشعرُ مهزومانِ .. منفِيَّانِ .. مُعتَقَلان فيك
إذا ما استنجدَتْكَ القُدْسُ مَنْ سيغيثْ
يا وطني شكِّلْني رجلا
صنِّفْني عندَكَ في بَنْدٍ لا يحملُ تاءَ التأنيثْ
إن دبَّ الخوفُ بأطرافِكَ قَطِّعْ أطرافَكَ يا وطني فالمرضُ خبيثْ

كيف اقولِّك بحبِّك
وانا اللي فعلا بحبك بس مش طايق
تبقي انتي ويّايا ف سفينة حبنا الطارح ورق اخضر
وريحة البحر الوحيدة اللي تدوّخ رِقِتِك
تنزل عنيكي من الكسوف
خايفة لاشوف في عنيكي حاجة من اللي جوّا
وإيدك المرمر على رجلك ليِتْشَاقَى الهوا
من فرحته يخطف طراطيف الجونلّة
بضحكة هالّلة محمّلة براكين وشوق
ومخطّية كل الشقوق ويادوب افوق
القى السفينة بتمشي بينا تهزنا والقاني مش سايق
فارجع كما الأول.. نفسي اقولك بحبك بس مش طايق

الأربع اللي فات صِحْيِت حيطان البيت م الفجر صَحِّتْني
كان القمر كسلان والصبح معرفنيش
عيِّل ماليه الطيش بجري على ميعادك
وانا جاي في قلبي حكاوي
ولما تمشي بلاوي ف جِتِّتي قايدة
حاولت احاول اقولها رجعت بلا فايدة
حسيت بإيدِك ونفسِك وصدرِك غيَّروا لوني
نعسان يا جِفْنِك كما شلال
وكوم حبال دَلُّوني وعَلّوني
لِسَّاني شَعري اسود ودراعي قادر يشِيلك
بس العِلَل في الوطن هما اللي علُّوني

كان نفسي اقولك بحبك
خفت اكون كداب يا ام الهوى حقايق
كان نفسي اقولك بحبك بيروت رقصت في قلبي
لَقِتْني مش طايق

تمثالُ "سليمانَ" سيزحفُ ويجرُّ الجُندَ الى الاقصى
والنملُ العربيُّ مُطيعٌ عجبا لِغُزَاة لا تُعصَى
لن يُصْرَمَ شعبُكَ يا وطني فرجالُكَ كالفِيَلَة بطْشا
وذكورُ الفيلةِ لا تُخصَى
قاتلْهم يا نخلَ الوادي
قاتلْهم يا رملَ الوادي
إن قطعوا نخلَكَ يا وادي
ستظلُّ رمالُكَ لا تُحْصَى

سامحيني يا وحدِك بستسمحك وحدِك
انا اللي عمري ما اشتكيت هجرِك ولا بُعدِك
ولا اشتكيت من وجع صدك ولا ردك
بستسمحك وحدك

خايف عليكي من القصايد تدهنك أسود بلوني
كل كوني قِيلة .. كوني ف كوني ضِلّة
خايف عليكي من الكلام .. اصل الكلام في بلادنا عِلَّة
تحت البيوت عسكر جوا البيوت عسكر
فوق اللسان عسكر بين الضلوع عسكر
طب كيف اقولّك بحبك وضلوعي مُحتلّة
إنتي اللي من يومِك طريقي
وريقك السيّال كما شلال يا دوبك بلّ ريقي
الليلة بتمرد على ريقي وطريقي وبرفض البلّة

سامحيني يا وحدك
بكرة اما اجيب ارضي حِمْلاها ليكي طيوب
مقدرش اسيب حبي بذرة ف وطن مسلوب

انعس في حضنك كيف
ورجولتي مش ملكي
كل اللي رايح روايح
اما اللي جايلك فضايح
سُكِّي البيبان سُكِّي

رحلوا إلينا تحت أضواء القمرْ
نقلوا مدائنهم .. قواعدهم .. إلينا تحت أضواءِ القمرْ
لو جاء عاتَبَني القمرْ
فبأي شيء اعتذرْ
حبيباتي اللواتي تركتُهنّ قبلَ أنْ اسافرْ
الآن من منهم تقبلني كزوج بعدما مُلِئَتْ مديتُنا عساكرْ

فيروزُ يا كلَّ الغناءْ
يا كلَّ أجراسِ الكنائسِ كلَّ أحلامِ الأوانسِ
كلَّ هَمْساتِ الأحِبَّةِ في الخَفَاء
فيروز يا كل الغناء
أحلامنا في السّهل ما زالت تطاردُ ظِلَّنا
خلفَ الخميلةِ لا تزالُ سجائري .. وقصائدي ورجولتي
حين احتضنتُكِ وقتَها كانت مديتُنا فضاءْ
في ساحةِ البيتِ القديمِ غرامُنا ونقوشُنا
ومطاردات طفلين يجريان ويمرحان
ويسكران محبةً حتى إذا حَلَّ المساءْ
كانا - برغم تحذير الاقارب - يتركان البيتَ
وينامان سرا تحت جدرانِ الفناء
فيروز يا زهرَ الفناء
ماذا أقول لعشقِنا ومشردوا التاريخِ الآن يملَوْن الفناء
قتلوا غرامَكِ يا جِنَانُ فسافري
ما عاد في بغدادَ "نواسٌ" ولا شعرٌ
ولا مُلكٌ ولا سيفٌ ولا أسماءْ ولا أحياءْ
انا ذا أطَعْتُكَ يا "ابن رُشْدٍ" واعتزلتُ مطامعي ووساوسي
وخلعت أثوابَ التصّحرِ والتغّربِ وانتظرتُ عروبتي
لكني ادركتُ أني كنت في غيبوبتي
كإناء ماء لوَّثتْه ثقافتي
ما أصعبَ التثقيفَ في شكلِ الإناءْ
يا خليجَ الأمةِ العربيةِ اقرأ باسم ربك
الذي خلق المسارحَ .. والمصايفَ .. والمطاعمَ .. والنساءْ
لبنـــــــانُ يا عِشْقَ القصائدِ
كيف عنوانُ القصيدةِ دونَمَا ذكرُ الدماءْ

بالقدسِ لي ارضٌ ونخلٌ
وغُلامةٌ كانت تخبئُ كلَّ اسرارِ المحبةِ فيهْ
لا أطلبُ المسجدَ الاقصى
إني أطالبُ بعِشقي
وللبيتِ ربٌ يحميهْ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لقطة الفراق رقم 105

قصيدة نانا - هشام الجخ

قصيدة مش كفاية - الشاعر هشام الجخ